- اسم الكاتب: خالد السهيل
- الصحيفة: الاقتصادية
- تاريخ النشر: 7 ذوالقعده 1436هـ
- رابط المقالة
استمتعت كثيرا بقراءة كتاب الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف “تعزيز البعد الإنساني في العمل البلدي: الرياض أنموذجا”. الكتاب مهم، وهو يمثل خلاصة تجربة ونتاج مشروع، عمل عليه الكاتب إبان عمله أمينا للعاصمة. عناوين مهمة تضمنها الكتاب، تمثل نهجا عصريا لافتا، تسعى لتقديم محددات جديدة لتطوير أحياء سكنية تعزز نهج الأنسنة. في 1279هـ الموافق 1862م لم يكن عدد سكان الرياض يتجاوز 7500 نسمة. الرقم قفز في عام 1428 هـ إلى 4.6 مليون. هذه المقاربة تمثل فاتحة الكتاب، والمؤلف يقول إن “تجربة أمانة منطقة الرياض، تجربة ثرية، يمكن للمعنيين بالتنمية الحضرية، الاستفادة منها في إحداث نقلة نوعية في حياة سكان المدن”. أعجبني في الكتاب ملامسته لواقع الأحياء السكنية في الحقبة الماضية، هذه الأماكن الحميمية، التي يسهل السير فيها، والتواصل الإنساني من خلالها، شهدت خروجا للسكان منها، وهذا الخروج أدى إلى ما أسماه الكاتب التشظي، لأسباب عدة ناتجة عن موجة الانتقال للأحياء الجديدة، والهجرات القادمة من المدن القريبة والبعيدة.. إلخ. فيما بعد: ظهرت مبادرات لإثراء الأنسنة في أحياء الرياض، منها مبادرة تعزيز ثقافة التريض والمشي، والتنمية البيئية، وحماية المستهلك، وتنمية الأسواق الشعبية، وتعزيز التنمية الثقافية للمدينة. وهكذا شهدت العاصمة مشاريع أنتقي منها مبادرة واحات الملك سلمان للعلوم في الأحياء السكنية، ومبادرة احتفالات العيد والمناسبات الوطنية، وأنشطة المسرح البلدي، وتأهيل الحدائق والمتنزهات والتعامل معها بفكر جديد، ومبادرة رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة.. إلخ. وقد استحضرت هذه الأنسنة مختلف فئات المجتمع، إذ تم ـ على سبيل المثال ـ إثراء العمل البلدي النسائي، من خلال تنفيذ عدة مشاريع منها مشروع البسطات النسائية، وتنظيم عمل البائعات الجائلات. وتبني سلسلة من المهرجانات مثل يوم المزارع، ومهرجانات التمور، وسوق الصقور. من الجميل أن يشارك إنسان في تطبيق مشروع علمي عكف عليه للحصول على الدكتوراه، وهذا ما عمل عليه الدكتور العياف، الذي كانت رسالة الدكتوراه التي أنجزها تدور حول “تجسير الهوة المركزية واللامركزية في نظام العمل والتخطيط البلدي”. يسوغ أن تقرأ كتاب العياف وأنت تردد مع بدر بن عبد المحسن: ما أرقك يالرياض.