- اسم الكاتب: محمد الوعيل
- الصحيفة: جريدة الرياض
- تاريخ النشر: الثلاثاء 6/6/1442هـ 19/1/2021م
- رابط المقالة
أعتقد أن كتاب (الإدارة المحلية والقطاع البلدي.. التحديات والفرص الضائعة) للأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف جدير بالاقتناء والقراءة، بما يضمه بين غلافيه من محتوى مميز، وبما يضفيه من حيوية على المشهد المعرفي الذي نحتاجه في مسار التطوير والبناء لمملكتنا الحبيبة..ما زلت من الموقنين أن (الكتاب) سيستمر كأفضل مواعين المعرفة وأعمقها توثيقاً وتأثيراً، ومن هذا اليقين تكون متابعاتي شغوفة بما يتم نشره من كتب، ولا سيما تلك التي تضيف للمجتمع وتثريه في حراكه على مختلف الأصعدة والمجالات. لذلك تابعت، مع كثيرين، الكتاب المتألق المحتوى الذي أصدره الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف، أمين مدينة الرياض سابقاً، بعنوان: (الإدارة المحلية والقطاع البلدي.. التحديات والفرص الضائعة). والذي يأخذ أهميته، في تصوري، من ناحيتين، الأولى: من معاصرة المؤلف اللصيقة ودوره المهم في حركة النماء العمراني الهائل في الرياض المدينة والمنطقة، خلال فترة امتدت لعقد ونصف من السنوات، تحت قيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز حين كان أميراً لمنطقة الرياض، وهي فترة استقطبت معها تحديات إدارية وبلدية وخدمية ومجتمعية وبيئية شديدة الزخم. والثانية: من تخصص مؤلف الكتاب في مجالات العمارة والتخطيط العمراني، وتجربته الثرية في تطوير العمل البلدي لآفاقه النامية باستمرار. وبما يؤكد عظمة التجربة التي خاضها مؤلف الكتاب بالعمل تحت إمرة أمير منطقة الرياض وقتها الملك سلمان بن عبدالعزيز، يحفظه الله، يقول الدكتور ابن عياف: (لا يملك الراصد لمسيرة الملك سلمان الإدارية عندما كان أميراً للرياض إلا أن يُبهر بتألق سلمان بن عبدالعزيز بكل جدارة واقتدار. رجل لماح وذو خبرة واسعة وتجربة طويلة، ويمتلك أسلوباً إدارياً متميزاً واستثنائياً يجمع بين المركزية واللامركزية في نهج إداري خاص، ويتمثل في إداراته الميزان بينهما حسب ظروف العمل وما تقتضيه من تفويض للسلطة والصلاحيات والمحاسبة عليها، وأسهم كل ذلك في أن تكون الرياض أنموذجاً يُنظر إليه وإلى تجاربه من قبل المناطق الأخرى نظرة اقتداء تعدُّه بحق أميراً لأمراء المناطق ورائداً للإدارة المحلية).. والكتاب بما حواه من جوانب توثيقية شمل أيضاً رؤى متعددة حول إدارة المدن وقطاعاتها البلدية وتمويل حركتها، واستعرض بشفافية جمعت بين الصدق وإثراء التجربة، نماذج من التجارب العملية التي عاشتها أمانة الرياض إبان توليه لها في السنوات 1418 إلى 1433 للهجرة، الموافقة للسنوات الميلادية 1997 إلى 2012. كما أن مضامين الكتاب، على اتساع محتواها، مزجت بين الرؤية البحثية بالاستفادة من الخلفية الأكاديمية للكاتب، والتجربة العملية في الحقل الذي مارس فيه مهامه، ما أضفى على الكتاب خصوصية فكرية ومهنية تحتاجها مكتبتنا الوطنية وقارئنا على مستوى المملكة. إن مما لفت نظري ما أشار إليه الأمير ابن عياف بما يشبه مبتغاه النهائي من الكتاب حين قال: (أتمنى أن تكون المبادرات والمقترحات وكذلك البرامج والمشاريع التي يطرحها ويستعرض آليات تنفيذها هذا الكتاب مدخلاً لخارطة طريق مقترحة وبذرة لحوار متعمق حول مستقبل الإدارة المحلية، خصوصاً وأن نهج سلمان بن عبدالعزيز في منطقة الرياض كان وما يزال يمثل أساسات لمنصة يمكن الانطلاق منها والبناء عليها لتبني الإدارة المحلية، ويحتاج هذا النهج إلى مزيد من التوسع والتطوير والمأسسة. وغني عن القول إن ما كان في السابق يمثل تطلعات وأمنيات في القطاع الإداري عامة وفي البلدي خاصة، أصبح اليوم جزءًا من الواقع والمناقشة اليومية، فبرؤية المملكة 2030 الطموحة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وبقيادة وهندسة وإشراف سمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، فُتحت الأبواب للأفكار الجديدة، ورُفعت الأسقف للطموحات والتطلعات، وبدأت برامج ومشاريع استصلاح الإمكانات المادية والبشرية تعطي ثمارها في التحسين والتطوير لبيئات العمل ولتوجهات التنمية على جميع الأصعدة.. والمستقبل بإذن الله يحمل ويعد بالأكثر). أعتقد أن كتاب (الإدارة المحلية والقطاع البلدي.. التحديات والفرص الضائعة) للأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف جدير بالاقتناء والقراءة، بما يضمه بين غلافيه من محتوى مميز، وبما يضفيه من حيوية على المشهد المعرفي الذي نحتاجه في مسار التطوير والبناء لمملكتنا الحبيبة.