- اسم الكاتب: خالد السهيل
- الصحيفة: الاقتصادية
- تاريخ النشر: الجمعة 9/6/1442هـ 22/1/2021م
- رابط المقالة
عشت على مدى أسبوع مع كتاب جميل عن العاصمة. هذا البطء في القراءة ليس كسلا، لكنني كنت أختلس أوقاتا فيها صفاء ذهن، فالقراءة عن الرياض تتطلب مزاجا يليق بها.
في كتاب الإدارة المحلية والقطاع البلدي – التحديات والفرص الضائعة، يتناول الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف، تجربته في أمانة الرياض.
يستعرض الكتاب فكرة الإدارة المحلية. وصناعة الصورة الذهنية في القطاع البلدي. كانت الرياض ولا تزال تمثل بكل تفاصيلها جزءا من قصة النجاح التي صاغها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال توليه إمارة العاصمة أكثر من 50 عاما.
هنا نحن نلامس جانبا من التجربة باستعراض مفاهيم هذه المدينة المتميزة، التي قامت على تعزيز اللامركزية والإدارة المحلية.
هذا الأمر أعطى للقطاع البلدي في الرياض فرصة للأخذ بالمستجدات. وهو ما أسهب المؤلف في الحديث عنه مستعرضا الفكر الجديد للاستثمار البلدي والتأسيس لأنظمة البناء. ويشمل ذلك – على سبيل المثال – شوارع ارتبطت بذاكرة جيل الثمانينيات والتسعينيات مثل شارع الثلاثين وطريق الأمير محمد بن عبدالعزيز “التحلية”. ويستعرض الكتاب بإسهاب، جانبا من سيرة العاصمة وتطورها العمراني. والتغييرات التي شهدتها بما في ذلك إعادة النظر في نهج التخطيط العمراني، وتطوير المخططات.
توقفت كثيرا عند فصل أنسنة المدن، لأنني متعلق بهذا الموضوع. وهنا يستعرض المؤلف مبادرات عدة منها، تعزيز التنمية الثقافية، ورياضة المشي والساحات الرياضية، والتنمية البيئية، وتوسيع نطاق الخدمات البلدية لفئات المجتمع، وحماية المستهلك وتنشيط الأسواق الشعبية.
يعد المؤلف أن أنسنة المدن نهج تأسس ليبقى ويتطور. وهو في استشرافه للمستقبل، يعد أنه لا غنى عن صندوق للمدينة، ولا بديل عن الإدارة المحلية.
أود أن أختم بإشارة مهمة وردت في الكتاب، إذ يشير المؤلف إلى حتمية الانتقال من الاعتماد الكلي على الدولة، إلى الاعتماد الذاتي على الإيرادات والاستثمارات البلدية في دعم ميزانياتها. وهذا هو نهج “الرؤية”.