- اسم الكاتب: ابراهيم بن سعد الماجد
- الصحيفة: الجزيرة
- تاريخ النشر: 1436/8/20 هـ
- رابط المقالة
(الأنسنة) لفظ كان غير معروف عموما.. وحين يكون الحديث عن (أنسنة المدن) كانت تثور بعض التساؤلات عن المقصود بالمعنى، كان ذلك الأمر قبل سنوات، إلا أن تحويل ذلك اللفظ إلى منجزات جعله الآن أكثر شيوعاً وقبولاً، وربما أكثر تقديراً.
اعتقد البعض حين بدايات تطبيق برنامج (الأنسنة) أن ذلك انصراف لأمانة منطقة الرياض عن مهماتها الأساسية إلى جوانب لم يعدها الكثير أولويات بلدية رغم قناعاتهم بالحاجة إليها، وعبر جهد وزمن استطاعت الأمانة أن تبرز إلى حيز الواقع أعمالاً إيجابية متعددة دون المساس بواجباتها الموكلة، محققة إضافة لمفهوم وأبعاد العمل البلدي، تجاوز حدود الرياض إلى مناطق مختلفة من المملكة.
الأسطر أعلاه كانت تعريفاً من مؤلف كتاب (تعزيز البعد الإنساني في العمل البلدي.. الرياض أنموذجاً) لمؤلفه صاحب السمو الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف، الذي أهداني نسخة منه فله الشكر الجزيل.
مقالتي اليوم تأتي بدافع من هذا المؤلف الذي بين يدي، فقد كانت مدننا تعاني كثيراً من مسألة حقوق الإنسان في حيه، وأعني بالحقوق، الحقوق البيئة، ففي المدن الكبرى كالرياض يعاني السكان أشد المعانات من وجود متنفس قريب يمكن لأهل الحي الخروج له سيراً على الأقدام، عُملت الحدائق ولكنها كانت شبه سجن محاط بحوائط أربعة.
وللحق والتاريخ فإن ما تشهده مدننا وتحديداً الرياض ومنطقتها من عناية فائقة خلال السنوات القريبة، كان الفضل يعود لمهندس الأمانة الأمين الأمير عبدالعزيز بن عياف، هذا الرجل الذي عمل بتوجيهات من مهندس الرياض الأمير بالأمس الملك اليوم سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- فتحولت أحياء الرياض وضمن خطة مرحلية متتالية إلى أحياء صديقة للإنسان، قادرة على منحه مساحة من الحرية الإنسانية -إن جازت التسمية-، سواء من حيث الحدائق التي أصبحت أكثر حرية وأكثر جاذبية للأسرة بأعمارها كافة، أو من حيث ما تهيأ من مناطق لممارسة الرياضات المختلفة.
إن أنسنة المدن كما هو مطلب ترفيهي فهو كذلك مطلب صحي، فما أصعب الحياة في مدينة لا تراعي الجوانب الإنسانية اليومية للإنسان.
في مقالة نشرتها قبل ثلاث سنوات تقريباً تحدثت عن أهمية أن يكون الحي المكان المحبب لأهله على مختلف مستوياتهم العمرية والثقافية، وأعني بذلك أن تكون عناصر الجذب متوافرة في كل حي، مثل الحدائق الآمنة الجميلة، والمكتبة متعددة الأقسام، كمكتبة للمرأة، ومكتبة للرجل، ومكتبة للطفل، وأن تكون وسائل الترفية المراقب متوافرة كذلك، وإنني أجزم لو وفرنا كل ذلك لكان الحي فعلاً المكان المحبب لأهله.
الأمين الأمير الدكتور عبدالعزيز بن عياف سعى في تحقيق ذلك وأنجز ما يمكن أن أسميه البنية التحتية لكل ما ذكر، ولكن يبقى أن تستكمل أمانة منطقة الرياض ما ذكرته آنفاً، وأعتقد أن ذلك سيجد كل الدعم من مؤسسات القطاع الخاص، خاصة تلك المؤسسات التي لديها ميزانية للمسؤولية الاجتماعية، وما أكثرها، وإذا قلت الرياض فإنني أعني جميع مدن وطننا الكبير.
والله المستعان.