انسنة الرياض عبدالعزيز بن عياف انموذجاً

1- الطفرة العمرانية التي عاشها مختلف مدن المملكة وقراها منذ منتصف السبعينيات الميلادية.. خلقت خللاً تخطيطياً حَوَّل مدننا مترامية الأطراف إلى شبكة من الطرق والشوارع المتقاطعة التي تمتد بأطوال تصل إلى سبعين كيلومتراً.. وكأن مدينة كبيرة مثل الرياض – على سبيل المثال – حارة واحدة تستطيع أن تخترقها من أقصاها إلى أقصاها من نفس الطريق.. فلا تدري أنك خرجت من حي ودخلت حياً آخر.. وكان ذلك الأسلوب من التخطيط استجابة لضغوط الطفرة التي اجتاحت البلاد والعباد.. ولم يكن هناك وقت للتنظيم، بل وضع أنظمة عامة بسيطة التطبيق.. وكانت الأمانات مجبرة على ذلك فالتنمية غير مسبوقة وأي توقف حتى للتفكير يعد إعاقة للتنمية. 2- وفي عام (1997م) أسْنِدَت أمانة منطقة الرياض إلى شاب مختلف بدأ بأفكار مختلفة.. تدخل فيما لا يعنيه فانتظر الكثيرون سقوطه.. لكنه في خمسة عشر عاماً مدعوماً من الملك سلمان حين كان أميراً للمنطقة حقق نجاحات على أرض الواقع.. وترك بصمته ليس على وجه الرياض المادي وحسب، بل على ثقافتها وترفيهها ونظافتها وإنسانيتها. 3- الأمير الدكتور: عبدالعزيز بن عياف.. عمل بهدوء دون صدام عنيف أو صاخب مع رافضي التغيير أو أصحاب المصالح.. فأقام فعاليات ونظَّم برامج ونفّذ خططه على أرض الواقع.. فقد فاجأنا نحن سكان الرياض في مطلع اضطلاعه بالمسؤولية بإقامة (13) مسرحية في يوم واحد.. وكنا نظنها فقاعة قوية ستنتهي بنهاية المناسبة.. لكنه استمر خمسة عشر عاماً حتى صارت أمانة منطقة الرياض هي صانعة المسرح السعودي.. ثم بدأ بأنسنة الرياض وكان أمراً عجيباً.. فقد صعُب علينا فهم كيف يمكن أنسنة الحجر والأسفلت والأسمنت!.. لقد نسينا كيف يلعب أطفالنا في حاراتنا ونسينا كيف نمشي فيها ونسينا كيف نجتمع ونتعارف على جيراننا ونسينا ونسينا وما أكثر ما نسينا.. أيضاً كان المبادر بعقد المؤتمرات البلدية لأمانات المدن لتناقش قضايا مثل الاستثمارات البلدية.. وكيف يمكن لمدننا أن تعيش بمعزل عن ميزانية الدولة بمواردها الذاتية.. حتى صار اليوم دخل الأمانة الذاتي يزيد على المليار ريال سنوياً.. وخلال ذلك صنع الفرح في أعياد الفطر فنظَّم الفعاليات التي أشركت الصغار والكبار واستمتع بها الجميع.. فأقام الكرنفالات وأطلق الألعاب النارية وأدار برامج الترفيه للأسر.. وأصبحت سُنة سنوية له أجرها بإذن الله. 4- الذي أثار هذه الشهادة هو أن الدكتور عبدالعزيز أصدر مؤخراً كتابه: (تعزيز البعد الإنساني في العمل البلدي: الرياض أنموذجاً).. دَوَّن فيه تجربته التنموية في مدينة الرياض.. وهي لا شك تجربة ثرية معرفياً تُضاف إلى تراكم المعرفة في وطننا.. فشكراً له.
Scroll to Top